إحترام النفس هو ثمن المصالحة
ست سياسي و لا أدعي قدرتي على فهم جميع العناصر التي تحرك الماكينة السياسية في عملية إنتاج المواقف و الخطط السياسية التي تتبناها تلك الدولة أو تلك، و لكني أتصف بحد أدنى معقول من إحترام الذات و حسن التقدير فيما يتعلق بالشخصيات و الأحداث التي تتصل بي و بمحيطي القريب، مع فهم عام لأسس التعامل مع الإنسان ككائن أدمي و كعنصر فاعل في التركيبة المجتمعية التي أتعامل معه من خلالها.
تعلمت أن أتحدث مع الناس و أن أحترم الكبير و الصغير كل في سياق موقعه الإجتماعي و الشخصي و أن لا أتجاوز حدودي بحيث أضع نفسي في موقف لا أحسد عليه أمام الناس و أمام نفسي، فأنا لدي عقل و منطق و ضمير حي يأنبني عندما أكتشف خطئي و تجاوزي للحدود أو عندما أجد رأي الأغلبية حولي تتفق علي أني أخطأت.
رباني والداي على أن لا أتمرد كرها و إنتقاما خصوصا على من كان له الفضل في يوم بعد الله في مساعدتي و إنقاذي من أحقاد و إنتقامات الأعداء فلا يفعل ذلك إلا اللائيم، و درستني الحياة على أن الكبير بين قومه يستحق الإحترام و لو أمام قومه فالتجاوز عليه يعطي الأعداء الحق برجمي بحجارة من قذف و سب و شتيمة دون حياة و حشيمة، و قد قال لي (حكيم مجنون) بأن الحياة تستحق أن ندعي الجنون و إن كنا عاقلين و لكن من الجنون المؤكد أن ندعي العقل و نحن مجانين.
عندما تطاول العقيد بالمزايدة بمنطق المقاهي و أصوات ثوار الماضي من الفاشلين و النكرات على ملك العروبة صاحب المواقف التي أنقذت العقيد نفسه و من معه من مقصلة لوكربي وجد كلاما عربيا بسيطا نابع عن ملك يخاطب الإنسان برسائل بسيطه و بمعاني يفهما الفيلسوف و العامل العادي، فالقادة عليهم أن يضعوا أمام أعينهم حقيقة أن الإفتراء سيضعهم في مزابل التاريخ و لا أدل على ذلك من هؤلاء القادة الذين كانوا عظاما و أصبحوا اليوم في قبورهم عظاما باليه لا معنى لها
اليوم يحاول المحاولون المصالحة بعنجهية و مكابرة تأبي الإعتراف بالخطئ و كأنهم يملكون ثقل حقيقيا في الضمير العربي بمعزل عن مكانتهم المقدسة في بلادهم التي أصبحت الدولة الوحيدة في العالم التي لا زالت تطبق نظرية مكونه من الجماهيرية الإشتراكية المهجنه برأسمالية ملكية دستورية وراثية، يحاول العقيد البطل و في ظل أجواء من سياسة المحاور و اللعب على المكشوف و النفعية السياسية أن يعيد صياغة رسالته المشوشة أصلا و المنفصمه على ذاتها متأملا أن تكسبة هذه الخطوة المهزوزه و عديمة المعني شئ من ما إعتادت عليه أذنية لعقود من تصفيق لشعوب ثورية و تهليلات أوطان مقهورة و صرخات لأرواح تبحث عن الإستقلال من ظلم الإجنبي لتقع على وجهها في نيران الديكتاتور العادل الذي نسي أن يخط لنا مفهوم العدل في كتابه الأخضر.
عبدالله بن عبدالعزيز هو من دافع بمكانة بلاده ليعيد العقيد و من معه من قذافي الدماء و من على شاكلتهم إلى المجتمع الدولي بأن كفل بإسم بلاده المغامرات المثبته و المعروفه بلوكربي، و هو ذاته الذي تجاهل لسنوات إساءات العقيد من محاولات إغتيال و ترهات لسانه و التي إعتادت نعته و بلاده و شعبه بالرجعية و التخلف و تعامل كما يتعامل القادة المحترمين المؤمنين بالعروبة و بالإسلام و بالمصير المشترك بتجاهل الإساءة بالكلمة الحلوة، و هو ذاته القائد العربي الذي تمسك بعروبته و إسلامه و لا زال في وقت إتجه من إتجه نحو قبلة إفريقيا آملا أن ينّصب قبل أن يموت ملكا على شعوب منهكه و بائسة و أن يجد في نفسه ذلك القائد الذي طالما كان عقدته و محبطه لعقود و الذي لم و لن يستطيع أن يحل مكانه فالرئيس جمال عبدالناصر يا سيادة العقيد هو (جمال عبدالناصر) بينما أنت (أنت) بكل جمالك و نظاراتك الشمسية الليلية و خيامك المزركشه و ملابسك الفظفاظة و حرسك من السيادات الحوامل بأبطال ثورة الفاتح الذي لا زلنا ننتظر أن يفتحو لنا أندلسا جديدا بعيدا عن خشبات المسارح و شاشات التلفزه.
أختلاف الرأي بين الناس يا سيادة العقيد تعتبر من المؤشرات الصحية للشعوب المتحركة و المتطورة و المتجددة، و لكن التجاوز بالمزايدة و تهييج الشعوب بالكلام الرخيص و النفاق السياسي و الكيل بمكيالين و إتهام الشعوب و القيادات بما ليس فيها فهذا أمر لا تقبله الشعوب العاقلة و لن تصفق له إلا الشعوب التي تنتظر منك فتات ثمن مواقفها المدفوعة سلفا، فتذكر بأن (الكذب هو أمامك و القبر هو قدامك).
وشكرااااااااا